فصل: باب الاستعانة بالمشركين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


 باب القرض للجهاد وفضله

9443-عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن مسعود قال‏:‏ جاء رجل فقال‏:‏ هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الخيل شيئاً‏؟‏ قال‏:‏ نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة اشتروا على الله واستقرضوا على الله‏"‏‏.‏

قيل‏:‏ يا رسول الله كيف نشتري على الله ونستقرض على الله قال‏:‏ ‏"‏قولوا أقرضنا إلى مقاسمنا وبعنا إلى أن يفتح الله لنا لا تزالون بخير ما دام جهادكم خضر وسيكون في آخر الزمان قوم يشكون في الجهاد فجاهدوا في زمانهم ثم اغزوا فإن الغزو يومئذ أخضر‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه بقية وهو مدلس،وبقية رجاله ثقات‏.‏

 باب فضل المهاجرين على القاعدين

9444-عن الفلتان بن عاصم قال‏:‏ كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل عليه وكان إذا أنزل عليه دام بصره مفتوحة عيناه وفرغ سمعه وقلبه لما يأتيه من الله قال‏:‏ فكنا نعرف ذلك منه قال‏:‏ فقال للكاتب‏:‏ ‏"‏اكتب‏:‏ ‏{‏لا يستوي القاعدون والمجاهدون في سبيل الله‏}‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فقام الأعمى فقال‏:‏ يا رسول الله ما ذنبنا‏؟‏ فأنزل الله فقلنا للأعمى‏:‏ إنه ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم فخاف أن يكون ينزل عليه شيء في أمره فبقى قائماً يقول‏:‏ أعوذ بغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم للكاتب‏:‏ ‏"‏اكتب‏:‏ ‏{‏غير أولي الضرر‏}‏‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله ثقات‏.‏ ورواه الطبراني إلا أنه قال‏:‏ فبقي قائماً يقول‏:‏ أتوب إلى الله‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي بقية طرقه في التفسير‏.‏

 أبواب في بعض مواطن الجهاد

  باب الجهاد في المغرب

9445-عن أبي مصعب قال‏:‏ قدم رجل من أهل المدينة ‏[‏شيخ‏]‏ فرأوه موثراً في جهازه فسألوه فأخبرهم أنه يريد المغرب وقال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏سيخرج ناس إلى المغرب يأتون يوم القيامة وجوههم على ضوء الشمس‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف‏.‏

9446-وعن عمرو بن الحمق قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏تكون فتنة يكون أسلم الناس فيها الجند الغربي‏"‏‏.‏

قال ابن الحمق‏:‏ فلذلك قدمت عليكم يا أهل مصر‏.‏

رواه البزار والطبراني من طريق عميرة بن عبد الله المعفاري وقال الذهبي‏:‏ لا يدري من هو‏.‏

 باب الجهاد في البحر

9447-عن ابن عباس قال‏:‏ بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه إذ وضع رأسه فنام فضحك في منامه،فلما استيقظ قالت له امرأة من نسائه‏:‏ لقد ضحكت في منامك فما أضحكك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أعجب من ناس من أمتي يركبون هذا البحر حول العدو يجاهدون في سبيل الله عز وجل‏"‏‏.‏ فذكر لهم خيراً كثيراً‏.‏

رواه أحمد وفيه محمد بن ثابت العبدي وثقه ابن معين في رواية وكذلك النسائي،وبقية رجاله ثقات‏.‏

9448-وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏حجة لمن لم يحج خير من عشر غزوات وغزوة لمن قد حج خير من عشر حجج وغزوة في البحر خير من عشر غزوات في البر ومن أجار البحر فكأنما أجار الأودية كلها والمائد كالمشحط في دمه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث قال عبد الملك بن شعيب بن الليث‏:‏ ثقة مأمون وضعفه غيره‏.‏

9449-وعن عمران بن حصين قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من غزا في البحر غزوة في سبيل الله،والله أعلم بمن يغزو في سبيله فقد أدى إلى الله طاعته كلها،وطلب الجنة كل مطلب وهرب من النار كل مهرب‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الثلاثة وفيه عمر بن الصبح وهو متروك‏.‏

9450-وعن واثلة بن الأسقع قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من فاته الغزو معي فيلغز في البحر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن الحصين وهو ضعيف‏.‏

9451-وعن أبي هريرة - رفعه - قال‏:‏

‏"‏كلم الله تبارك وتعالى هذا البحر الغربي وكلم البحر الشرقي فقال للبحر الغربي‏:‏ إني حامل فيك عباداً من عبادي فكيف أنت صانع بهم‏؟‏ قال‏:‏ أغرقهم قال‏:‏ بأسك في نواحيك فحرمه الحلبة والصيد‏.‏ وكلم هذا البحر الشرقي فقال‏:‏ إني حامل فيك عباداً من عبادي فما أنت صانع بهم‏؟‏ قال‏:‏ أحملهم على بدني أكون لهم كالوالدة لولدها فأثابه الحلبة والصيد‏"‏‏.‏

رواه البزار وجادة وفيه عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري وهو متروك‏.‏

9452-وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لا تركب البحر إلا حاجاً أو غازياً‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس،وبقية رجاله ثقات‏.‏

 باب غزو الهند

9453- عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار‏:‏ عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى بن مريم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وسقط تابعيه والظاهر أنه راشد بن سعد،وبقية رجاله ثقات‏.‏

 باب في المجاهدين ونفقتهم

9454-عن معاذ بن جبل قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏طوبى لمن اكثر في الجهاد في سبيل الله من ذكر الله تعالى فإن له بكل كلمة سبعين ألف حسنة كل حسنة منها عشرة أضعاف مع الذي له عند الله من المزيد‏"‏‏.‏ قيل‏:‏ يا رسول الله النفقة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏النفقة على قدر ذلك‏"‏‏.‏

قال عبد الرحمن‏:‏ فقلت لمعاذ‏:‏ إنما النفقة بسبعمائة ضعف‏؟‏ فقال معاذ‏:‏ قلّ فهمك إنما ذاك إذا أنفقوها وهو مقيمون بين أهليهم غير غزاة فإذا غزوا أنفقوا خبأ الله لهم من خزانة رحمته ما ينقطع عنه علم العباد وصفتهم فأولئك حزب الله وحزب الله هم الغالبون‏.‏

رواه الطبراني وفيه رجل لم يسم‏.‏

9455-وعن أنس بن مالك قال‏:‏ النفقة في سبيل تضعف بسبعمائة ضعف‏.‏

رواه البزار وفيه محمد بن أبي إسماعيل ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

 باب فيمن خرج غازياً فمات

قد تقدمت أحاديث في فضل الجهاد في معنى هذا الباب‏.‏

9456-عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏فمن خرج حاجاً فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة،ومن خرج غازياً فمات كتب له أجر معتمر إلى يوم القيامة ومن خرج غازياً فمات كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه ابن إسحاق وهو مدلس،وبقية رجاله ثقات‏.‏

9457-وعن عقبة بن عامر قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏من صرع عن دابته في سبيل الله فمات فهو شهيد‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه‏.‏

 أبواب فيمن يساعد المجاهد

 باب فيمن جهز غازياً أو خلفه في أهله

9458-عن معاذ بن جبل قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من جهز غازياً أو خلفه في أهله بخير فإنه معنا‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف ورجل لم يسم‏.‏

9459-وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه رواد بن الجراح وثقه أحمد في غير حديث سفيان وكذلك ابن معين وابن حبان وقال‏:‏ يخطئ ويخالف،وضعفه جماعة‏.‏

9460-وعن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من جهز غازياً في سبيل الله فله مثل أجره‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

9461-وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عام بني لحيان‏:‏

‏"‏ليخرج من كل اثنين منكم رجل وليخلف الغازي في أهله وماله وله مثل نصف أجره‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن‏.‏

 باب إعانة المجاهدين

9462-عن جبلة - يعني ابن حارثة - ‏:‏

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يغز أعطى سلاحه علياً أو أسامة‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد ثقات‏.‏

9463-وعن سهل بن حنيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من أعان مجاهداً في سبيل الله أو غارماً في عسرته أو مكاتباً في رقبته أظله الله يوم لا ظل إلا ظله‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني وفيه عبد الله بن سهل بن حنيف ولم أعرفه وعبد الله بن محمد بن عقيل حديثه حسن‏.‏

9464-وعن عمرو بن مرداس قال‏:‏ أتيت الشام فإذا رجل غليظ الشفتين - أو قال‏:‏ ضخم الشفتين - والأنف وإذا بين يديه سلاح فسألوه وهو يقول‏:‏

‏"‏يا أيها الناس خذوا من هذا السلاح واستصلحوه وجاهدوا به في سبيل الله‏"‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

‏[‏قلت‏:‏ من هذا‏؟‏ قالوا‏:‏ بلال‏]‏‏.‏

رواه أحمد هكذا وفي إسناده أبو الورد بن ثمامة وهو مستور،وبقية رجاله ثقات‏.‏

9465-وعن عمر بن الخطاب قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله ومن جهز غازياً حتى يستقل ‏[‏بجهازه‏]‏ كان له مثل أجره‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ روى ابن ماجة طرفاً من آخره‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وصالح بن معاذ شيخ البزار لم أعرفه،وبقية رجاله ثقات وإسناد أحمد منقطع وفيه ابن لهيعة‏.‏

9466-وعن عبد الله قال‏:‏ أن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن أحج حجة بعد حجة‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

 باب فيمن لم يغز ولم يجهز غازياً

9467- عن واثلة بن الأسقع قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما من أهل بيت لا يغزو منهم غاز أو يجهز غازياً بسلك أو بإبرة أو ما يعدلها من الورق أو يخلفه في أهله بخير إلا أصابهم الله بقارعة قبل يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه سويد بن عيد العزيز وهو ضعيف‏.‏

9468-وعن أبي بكر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه علي بن سعيد الرازي قال الدارقطني‏:‏ ليس بذاك،وقال الذهبي‏:‏ روى عنه الناس‏.‏

 بابان في فضل الجهاد

 باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله

9469-عن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر أصحابه بالغزو فقال رجل لأهله‏:‏ أتخلف حتى أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏[‏الظهر‏]‏ ثم أسلم عليه وأودعه فيدعو لي بدعوة تكون شافعة يوم القيامة فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم أقبل الرجل مسلماً عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أتدري بكم سبقك أصحابك‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ نعم سبقوني اليوم بغدوتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏والذي نفسي بيده لقد سبقوك بأبعد مما بين المشرقين والمغربين في الفضيلة‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه زبان بن فائد وثقه أبو حاتم وضعفه جماعة،وبقية رجاله ثقات‏.‏

9470-وعن معاوية بن خديج قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث،وبقية رجاله ثقات‏.‏

9471-وعن سفيان بن وهب الخولاني أنه كان تحت ظل راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حجة الوداع أو أن رجلاً حدثه ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم على كور فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏هل بلغت‏؟‏‏"‏ فظننا أنه يريدنا،فقال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏ ثم أعاده ثلاث مرات وقال فيما يقول‏:‏

‏"‏روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وغدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وإن المؤمن على المؤمن ‏[‏حرام‏]‏ عرضه ‏[‏وماله‏]‏ ونفسه حرمة كحرمة هذا اليوم‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات‏.‏

9472-وعن الزبير قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏غدوة أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والبزار وفيه عمرو بن صفوان المزني ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

9473-وعن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف‏.‏

 باب فضل الغبار في سبيل الله

9474-عن أبي الدرداء يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا يجمع الله عز وجل في جوف رجل غباراً في سبيل الله ودخان جهنم،ومن اغبرت ‏[‏قدماه في سبيل الله حرم الله سائر جسده على النار ومن صام يوماً‏]‏ في سبيل الله باعد الله منه النار مسيرة ألف عام للراكب المستعجل،ومن جرح جراحة في سبيل الله ختم له بخاتم الشهداء له نور يوم القيامة لونها مثل لون الزعفران وريحها مثل ‏[‏ريح‏]‏ المسك يعرفه بها الأولون والآخرون يقولون‏:‏ فلان عليه طابع الشهداء،ومن قاتل في سبيل الله عز وجل فواق ناقة وجبت له الجنة‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن خالد بن دريك لم يسمع من أبي الدرداء ولم يدركه‏.‏

9475-وعن أبي المصبح قال‏:‏ بينا نحن نسير بدرب قلمتة إذ نادى الأمير مالك بن عبد الله الخثعمي رجلاً يقود فرسه في عراض الجبل فقال‏:‏ يا أبا عبد الله ألا تركب‏؟‏ قال‏:‏ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني من طريقين وأبو يعلى إلا أنه قال في أحد الطريقين‏:‏ ‏"‏ساعة من نهار‏"‏‏.‏

ورجال أحمد في أحد الطريقين رجال الصحيح خلا أبي المصبح وهو ثقة،وقال أحمد في الرواية الأخرى‏:‏

‏"‏ساعة من نهار‏"‏ أيضاً‏.‏

9476-وعن مالك بن عبد الله الخثعمي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات‏.‏

9477-وعن عثمان بن عفان قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار‏"‏‏.‏

فما رأيت يوماً أكثر ماشياً من يومئذ ونحن من وراء الدروب‏.‏

رواه أبو يعلى في الكبير والبزار وفيه محمد بن عبد الله بن عمير وهو متروك‏.‏

9478-وعن سليمان بن موسى قال‏:‏ مر مالك بن عبد الله الخثعمي وهو على الناس بالصائفة بأرض الروم يقود دابته فقال له‏:‏ اركب فإني أرى دابتك ظهيرة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله إلا حرم الله عليهما النار‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فنزل مالك ونزل الناس يمشون فما رئي يوم أكثر ماشياً منه‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله ثقات‏.‏

9479-وعن عبد الله بن سليمان بن أبي زينب أن مالك بن عبد الله الجهني مر على حبيب بن مسلمة أو حبيبب مر على مالك وهو يقود فرسه ويمشي فقال‏:‏ ألا تركب فقد حملك الله‏؟‏ قال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني‏.‏ وعبد الله بن سليمان لم أعرفه،وبقية رجاله وثقوا‏.‏

9480-وعن أبي بكر - يعني الصديق - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما على النار‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه كوثر بن حكيم وهو متروك‏.‏

9481-وعن عمر بن قيس الكندي قال‏:‏ كنا مع أبي الدرداء منصرفين من الصائفة فقال‏:‏ يا أيها الناس اجتمعوا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏من اغبرت قدماه في سبيل الله حرم الله سائر جسده النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه صدقة بن موسى الدقيقي ضعفه الجمهور ووثقه مسلم بن إبراهيم‏.‏

9482-وعن عبادة بن الصامت قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف امرئ مسلم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن أبي داود الحراني وهو ضعيف مذكور في ترجمة ابنه محمد‏.‏

9483-وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا يجتمع في منخري عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه موسى بن عمير القرشي الأعمى وهو متروك‏.‏

9484-وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ما من رجل يغبر وجهه في سبيل الله إلا أمنه الله دخان النار يوم القيامة وما من رجل تغبر قداه في سبيل الله إلا أمن الله قدميه النار يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه جميع بن ثوب - بالفتح وقال‏:‏ بالضم - وهو متروك‏.‏

9485-وعن ربيع بن زيد قال‏:‏ بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير معتدلاً عن الطريق إذ أبصر شاباً من قريش يسير معتزلاً فقال‏:‏ ‏"‏أليس ذاك فلان‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فادعوه‏"‏ فجاء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما لك اعتزلت عن الطريق‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ كرهت الغبار‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فلا تعتزله فوالذي نفسي بيده إنه لذريرة الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

 أبواب في بعض أعمال الجهاد

 باب الحرس في سبيل الله

9486-عن أبي ريحانة قال‏:‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فأتينا ذات يوم على شرف فبتنا عليه فأصابنا برد شديد حتى رأيت من يحفر في الأرض حفرة يدخل فيها ويلقى عليه الجحفة - يعني الترس - فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس قال‏:‏ ‏"‏من يحرسنا الليلة وأدعو الله له بدعاء يكون فيه فضل‏؟‏‏"‏‏.‏ فقال رجل من الأنصار‏:‏ أنا يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏ادنه‏"‏‏.‏ فدنا فقال‏:‏ ‏"‏من أنت‏؟‏‏"‏ فتسمى له الأنصاري ففتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء فأكثر منه قال أبو ريحانة‏:‏ فلما سمعت ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت‏:‏ أنا رجل آخر‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏ادنه‏"‏‏.‏ فدنوت فقال‏:‏ ‏"‏من أنت‏؟‏‏"‏ فقلت‏:‏ أبو ريحانة،فدعا لي بدعاء هو دون ما دعا للأنصاري ثم قال‏:‏ ‏"‏حرمت النار على عين دمعت - أو بكت - من خشية الله وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله‏"‏ أو قال‏:‏ ‏"‏حرمت النار على عين أخرى ثالثة‏"‏‏.‏ لم يسمعها محمد بن سمير‏.‏

قلت‏:‏ روى النسائي طرفاً منه‏.‏

قلت‏:‏ رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد ثقات‏.‏

9487-وعن معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏

‏"‏من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله تبارك وتعالى متطوعاً لا يأخذه سلطان لم ير النار بعينيه إلا تحلة القسم فإن الله تبارك وتعالى يقول‏:‏ ‏{‏وإن منكم إلا واردها‏}‏‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وفي أحد إسنادي أحمد ابن لهيعة وهو أحسن حالاً من رشدين‏.‏

9488-وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏عينان لا تمسهما النار أبداً‏:‏ عين باتت تكلأ ‏[‏المسلمين‏]‏ في سبيل الله وعين بكت من خشية الله‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏لا يريان النار‏"‏‏.‏ ورجال أبي يعلى ثقات‏.‏

9489-وعن العباس بن عبد المطلب قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏عينان لا تمسهما النار‏:‏ عين بكت في جوف الليل من خشية الله تبارك وتعالى،وعين باتت تحرس في سبيل الله عز وجل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عثمان بن عطاء الخراساني وهو متروك ووثقه دحيم‏.‏

9490-وعن معاوية بن حيدة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ثلاثة لا ترى أعينهم النار‏:‏ عين حرست في سبيل الله وعين بكت من خشية الله وعين كفت عن محارم الله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه أبو حبيب العنقزي ويقال‏:‏ القنوي ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

9491-وعن أبي الدرداء قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من جلس على البحر احتساباً ونية احتياطاً للمسلمين كتب الله له بكل قطرة في البحر حسنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه يوسف بن السفر وهو متروك والإسناد منقطع‏.‏

9492-وعن أبي عطية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس فحدث أن رجلاً توفي فقال‏:‏ هل رآه أحد منكم على عمل من أعمال الخير‏؟‏ فقال رجل‏:‏ نعم حرست معه ليلة في سبيل الله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه فصلى عليه فلما أدخل القبر حثا رسول الله بيده من التراب ثم قال‏:‏ ‏"‏إن أصحابك يظنون أنك من أهل النار وأنا أشهد أنك من أهل الجنة‏"‏‏.‏ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب‏:‏ ‏"‏لا تسأل عن أعمال الناس ولكن سل عن الفطرة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني عن شيخه إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ضعفه الذهبي‏.‏

 باب التكبير على ساحل البحر

9493-عن قرة بن إياس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من كبر تكبيرة على ساحل البحر عند غروب الشمس رافعاً صوته أعطاه الله من الأجر بعدد كل قطرة في البحر عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ما بين الدرجتين مسيرة مائة عام بالفرس المسرع‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه خليفة بن حميد قال الذهبي‏:‏ فيه جهال وهذا خبر ساقط‏.‏

 باب في الرباط

9494-عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏رباط يوم خير من صيام شهر وقيامه‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف‏.‏

9495-وعن عقبة بن عامر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه يجري عليه أجر عمله حتى يبعثه الله‏"‏‏.‏

وفي رواية‏:‏ ‏"‏ويؤمن من فتان القبر‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن‏.‏

9496-وعن أم الدرداء - ترفع الحديث - قال‏:‏

‏"‏من رابط في شيء من سواحل المسلمين ثلاثة أيام أجزأت عنه رباط سنة‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني من رواية إسماعيل بن عياش عن المدنيين،وبقية رجاله ثقات‏.‏

9497-وعن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏

‏"‏من حرس ليلة على ساحل البحر كان أفضل من عبادته في أهله ألف سنة ‏[‏السنة ثلاثمائة وستون يوماً كل يوم ألف سنة‏]‏‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه ابن ماجة خلا قوله‏:‏ ‏"‏على ساحل البحر‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه سعيد بن خالد بن أبي طويل القرشي وهو ضعيف وإن كان ابن حبان وثقه فقد قال في الضعفاء إنه يجوز الاحتجاج به‏.‏

9498-وعن عثمان بن عفان وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من مات مرابطاً في سبيل الله أجري عليه عمل الصائم وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان ويبعثه الله يوم القيامة آمناً من الفزع الأكبر‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ حديث أبي هريرة رواه ابن ماجة‏.‏

رواه البزار وفيه عبد الله بن صالح وثقه عبد الملك بن شعيب فقال‏:‏ ثقة مأمون،وضعفه غيره،وبقية رجاله ثقات‏.‏

9499-وعن أنس بن مالك قال‏:‏ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أجر الرباط فقال‏:‏

‏"‏من رابط يوماً حرساً من وراء المسلمين كان له أجر من خلفه ممن صام وصلى‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات‏.‏

9500-وعن جابر قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏من رابط يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار سبعة خنادق كل خندق كسبع سماوات وسبع أرضين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن سليمان أبو طيبة وهو ضعيف‏.‏

9501-وعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من رابط في سبيل الله أمنه الله من فتنة القبر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط‏.‏

9502-وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من صام يوماً في سبيل الله باعده الله من النار سبعين خريفاً ومن توفي مرابطاً وقي فتنة القبر وجرى عليه رزقه‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ روى النسائي وابن ماجة منه الصوم فقط‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف وقد تقوى بالمتابعات‏.‏

9503-وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏تمام الرباط أربعون يوماً ومن رابط أربعين يوماً لم يبع ولم يشتري ولم يحدث حدثاً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه أيوب بن مدرك وهو متروك‏.‏

9504-وعن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏رباط شهر خير من صيام دهر ومن مات مرابطاً في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر وغدا عليه برزقه وريح من الجنة ويجري عليه أجر المجاهد حتى يبعثه الله عز وجل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

9505-وعن العرباض بن سارية قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏كل عمل ينقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في سبيل الله،فإنه ينمي له عمله،ويجري عليه رزقه إلى يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات‏.‏

9506-وعن شرحبيل بن السمط أنه رأى سلمان الفارسي وهو مرابط بساحل ‏[‏حمص‏]‏ فقال‏:‏ ما لك ‏[‏على هذا‏]‏‏؟‏ قال‏:‏ مرابط‏.‏ قال سلمان‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏رباط يوم في سبيل الله كصيام شهر وقيامه ومن مات مرابطاً جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأمن الفتان وبعث يوم القيامة شهيداً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

9507-وعن عتبة بن الندر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إذا انتاط غزوكم واستُحلت الغنائم وكثرت الغرائم فخير جهادكم الرباط‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك‏.‏

 باب الخدمة في سبيل الله

9508-عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أفضل الغزاة في سبيل الله خادمهم ثم الذي يأتيهم بالأخبار وأخصهم منزلة عند الله الصائم ومن استقى لأصحابه قربة في سبيل الله سبقهم إلى الجنة سبعين درجة أو سبعين عاماً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عنبسة بن مهران وهو ضعيف‏.‏

 باب أي الجهاد أفضل

9509-عن جابر يبلغ به قال‏:‏ ‏"‏أفضل الجهاد من عُقر جواده وأهريق دمه‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط‏.‏

5910-وله في المعجم الصغير عن جابر قال‏:‏ قيل‏:‏ يا رسول الله أي الإسلام أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏من سلم المسلمون من لسانه ويده‏"‏‏.‏ قيل‏:‏ فأي الهجرة أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أن تهجر ما كره ربك عز وجل‏"‏‏.‏ قيل‏:‏ فأي الجهاد أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏من عقر جواده وأهريق دمه‏"‏‏.‏

وروى مسلم بعض هذا،ورجال أبي يعلى والصغير رجال الصحيح‏.‏ ورواه أحمد بنحوه‏.‏

 أبواب في الشهادة والشهداء في سبيل الله

 باب ما جاء في الشهادة وفضلها

9511-عن عتبة بن عبد السلمي - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏القتل ثلاثة‏:‏ رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله عز وجل حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل فذلك الشهيد المفتخر في خيمة الله عز وجل تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة،ورجل مؤمن قرف على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتل حتى قتل فمصمصة تحت ذنوبه وخطاياه إن السيف محاء للخطايا وأدخل من أي أبواب الجنة شاء فإن لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب وبعضها أفضل من بعض،ورجل منافق جاهد بنفسه وماله حتى إذا لقي العدو قاتل في سبيل الله عز وجل حتى يقتل فذلك في النار إن السيف لا يمحو النفاق‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏وأدخل من أي أبواب الجنة شاء ولها ثمانية أبواب وبعضها أفضل من بعض‏"‏‏.‏ ورجال أحمد رجال الصحيح خلا المثنى الأملوكي وهو ثقة‏.‏

9512-وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الشهداء ثلاثة‏:‏ رجل خرج بنفسه وماله محتسباً في سبيل الله لا يريد أن يقاتل ولا يقتل يكثر سواد المسلمين فإن مات أو قتل غفرت له ذنوبه كلها وأجير من عذاب القبر ويؤمن من الفزع ويزوج من الحور العين وحلت عليه حلة الكرامة ويوضع على رأسه تاج الوقار والخلد‏.‏

والثاني‏:‏ خرج بنفسه وماله محتسباً يريد أن يَقتل ولا يُقتل فإن مات أو قتل كانت ركبته مع إبراهيم خليل الرحمن بين يدي الله تبارك وتعالى في مقعد صدق عند مليك مقتدر‏.‏

والثالث‏:‏ خرج بنفسه وماله محتسباً يريد أن يقتل ويقتل فإن مات أو قتل جاء يوم القيامة شاهراً سيفه واضعه على عاتقه والناس جاثون على الركب يقولون‏:‏ ألا افسحوا لنا فإنا قد بذلنا دماءنا لله تبارك وتعالى‏"‏‏.‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏والذي نفسي بيده لو قال ذلك لإبراهيم خليل الرحمن أو النبي من الأنبياء لزحل لهم عن الطريق لما يرى من واجب حقهم حتى يأتوا منابر من نور تحت العرش فيجلسون عليها ينظرون كيف يقضى بين الناس لا يجدون غم الموت ولا يقيمون في البرزخ ولا تفزعهم الصيحة ولا يهمهم الحساب ولا الميزان ولا الصراط ينظرون كيف يقضى بين الناس ولا يسألون شيئاً إلا أعطوه ولا يشفعون في شيء إلا شفعوا فيه ويعطون من الجنة ما أحبوا ويتبوؤون من الجنة حيث أحبوا‏"‏‏.‏

رواه البزار وضعفه بشيخه محمد بن معاوية فان كان هو النيسابوري فهو متروك وفيه أيضاً مسلم بن خالد الزنجي وهو ضعيف وقد وثق‏.‏

9513-وعن نعيم بن همار أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أي الشهداء أفضل‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏الذين إن يلقوا في الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك ينطلقون في الغرف العلى من الجنة ويضحك إليهم ربك وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى وقال‏:‏ عن نعيم بن همار أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وجاءه رجل فقال‏:‏ أي الشهداء أفضل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الذين يلقون في الصف الأول‏"‏‏.‏ والباقي بنحوه‏.‏

والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه ورجاله أحمد وأبي يعلى ثقات‏.‏

9514-وعن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أفضل الجهاد عند الله يوم القيامة الذين يلتقون في الصف الأول فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا،أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة ينظر إليهم ربك إذا ضحك إلى قوم فلا حساب عليهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط من طريق عنبسة بن سعيد بن أبان وثقه الدارقطني كما نقل الذهبي ولم يضعفه أحد،وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

9515-وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها‏"‏ أو قال‏:‏ ‏"‏كل شيء إلا الأمانة،والأمانة في الصلاة والأمانة في الصوم والأمانة في الحديث وأشد ذلك الودائع‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

9516-وعن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث قبله وهو هذا قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن للشهيد عند الله عز وجل ست خصال‏:‏ أن يغفر له في أول دفعة من دمه،ويرى مقعده من الجنة،ويحلى حلة الإيمان ويزوج من الحور العين،ويجار من عذاب القبر،ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها،ويزوج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين،ويشفع في سبعين إنساناً من أقاربه‏"‏‏.‏

رواه أحمد هكذا قال‏:‏ مثل ذلك،والبزار والطبراني إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏سبع خصال‏"‏ وهي كذلك،ورجال أحمد والطبراني ثقات‏.‏

9517-وعن ‏[‏قيس الجذامي‏]‏ رجل كانت له صحبة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يعطى الشهيد ست خصال عند أول قطرة من دمه‏:‏ يكفر عنه كل خطيئة،ويرى مقعده من الجنة،ويزوج من الحور العين ويؤمن من الفزع الأكبر وعذاب القبر،ويحلى حلة الإيمان‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وثقه أبو حاتم وجماعة وضعفه جماعة‏.‏

9518-وعن عبد الله بن عمرو وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏للشهيد ست خصال‏:‏ يغفر له بأول دفعة من دمه،ويؤمن من الفزع،ويرى مقعده من الجنة،ويزوج من الحور العين ويجار من عذاب القبر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف‏.‏

9519-وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن أول قطرة تقطر من دم الشهيد تكفر بها ذنوبه،والثانية‏:‏ يكسى من حلل الإيمان،والثالثة‏:‏ يزوج من الحور العين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو كذاب‏.‏

9520-وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الشهيد يغفر له في أول كل دفقة من دمه،ويزوج حوراوين،ويشفع في سبعين من أهل بيته،والمرابط إذا مات في رباطه كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة وأتى عليه وريح برزقة،ويزوج سبعين حوراء وقيل له‏:‏ قف فاشفع إلى أن يفرغ من الحساب‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ روى ابن ماجة بعضه‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي قال الذهبي‏:‏ مقارب الحديث،وضعفه النسائي‏.‏

9521-وعن يزيد بن شجرة قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إنكم قد أصبحتم بين أحمر وأخضر وأصفر فإذا لقيتم عدوكم فقدماً قدماً،فإنه ليس أحد يحمل في سبيل الله إلا ابتدرت له ثنتان من الحور العين،فإذا استشهد كان أول قطرة تقع من دمه كفر الله عنه كل ذنب ويمسحان الغبار عن وجهه ويقولان‏:‏ قد آن لك ويقول هو‏:‏ قد آن لكما‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني وفي إسناد البزار إسماعيل بن إبراهيم التيمي وفي إسناد الآخر فهد بن عوف وكلاهما ضعيف جداً‏.‏

وقد تقدم حديث جدار أتم من هذا في فضل الجهاد‏.‏

9522-وعن مجاهد وعن يزيد بن شجرة - وكان يزيد بن شجرة ممن يصدق قوله فعله - قال‏:‏ خطبنا فقال‏:‏ يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم ما أحسن نعمة الله عليكم نرى من بين أحمر وأخضر وأصفر وفي الرجال ما فيها وكان يقول‏:‏ إذا صف الناس للصلاة وصفوا للقتال فتحت أبواب السماء وأبواب الجنة وأبواب النار وزين الحور العين واطلعن فإذا أقبل الرجل قلن‏:‏ اللهم انصره وإذا أدبر احتجبن منه وقلن‏:‏ الله اغفر له فانهكوا وجوه القوم،فدى لكم أبي وأمي ولا تخزوا الحور العين فإن أول قطرة تنضح تكفر عنه كل شيء عمله وتنزل إليه زوجتان من الحور يمسحان وجهه ويقولان قد أنى لك ويقول‏:‏ قد أنى لكم ثم يكسى مائة حلة ليس من نسج بني آدم ولكن من نبت الجنة لو وضعن بين إصبعين لوسعنه،وكان يقول‏:‏ نبئت‏:‏ ‏"‏أن السيوف مفاتيح الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني من طريقين رجال أحدهما رجال الصحيح‏.‏

9523-وعن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم مس القرصة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف‏.‏

9524-وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الشهداء على بارق - نهر بباب الجنة في قبة خضراء - يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشياً‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات،ورواه الطبراني في الكبير والأوسط‏.‏

9525-وعن سعد بن أبي وقاص أن رجلاً جاء إلى الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم فقال حين انتهى إلى الصف‏:‏ اللهم آتني ما تؤتي عبادك الصالحين،قال‏:‏ فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من المتكلم آنفاً‏؟‏‏"‏‏.‏ قال رجل‏:‏ أنا يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏إذاً تعقر جوادك وتستشهد‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى والبزار بإسنادين وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح خلا محمد بن مسلم بن عائذ وهو ثقة‏.‏

9526-وعن سمرة بن جندب قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا‏:‏

‏"‏من قتل منكم صابراً مقبلاً فقتل في سبيل الله فإنه في الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني والبزار وفي إسناد الطبراني مستور،وبقية رجاله ثقات،وإسناد البزار ضعيف‏.‏

9527-عن كعب بن عجرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوماً‏:‏ ‏"‏ما تقولون في رجل قتل في سبيل الله‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ الجنة‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏الجنة إن شاء الله‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فما تقولون في رجل مات ‏[‏في سبيل الله‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏الجنة إن شاء الله‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فما تقولون في رجل مات‏؟‏‏"‏‏]‏ فقام رجلان ذوا عدل فقالا‏:‏ لا نعلم إلا خيراً،قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم قال‏:‏ ‏"‏الجنة إن شاء الله‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فما تقولون في رجل مات‏؟‏‏"‏‏.‏ فقام رجلان ذوا عدل فقالا‏:‏ لا نعلم خيراً،فقالوا‏:‏ النار‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏مذنب والله غفور رحيم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس وهو ضعيف‏.‏

9528-وعن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم مس القرصة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف‏.‏

9529-وعن جابر يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من قتل يلتمس وجه الله لم يعذبه الله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن بكير الغنوي وهو ضعيف‏.‏

9530-وعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إذا وقف العبد للحساب جاء قوم واضعي سيوفهم على رقابهم تقطر دماً فازدحموا على باب الجنة فقيل‏:‏ من هؤلاء‏؟‏ قيل‏:‏ الشهداء كانوا أحياء مرزوقين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط في حديث طويل يأتي في البعث إن شاء الله،وفي إسناده الفضل بن يسار وقال العقيلي‏:‏ لا يتابع على حديثه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

9531-وعن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة فبارز رجل من المشركين رجلاً من المسلمين فقتله المشرك،ثم برز له آخر من المسلمين فقتله المشرك،ثم جاء فوقف على النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ على ما تقاتلون‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏ديننا أن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأن نفي لله بحقه‏"‏‏.‏ قال‏:‏ والله إن هذا لحسن آمنت بهذا،ثم تحول إلى المسلمين فحمل على المشركين فقاتل حتى قتل فوضع مع صاحبيه الذين قتلهما قبل ذلك،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هؤلاء أشد أهل الجنة تحاباً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وسماع ابن المبارك من المسعودي صحيح فصح الحديث إن شاء الله فإن رجاله ثقات‏.‏

 باب في زوجة الشهيد

9532-عن سلمى بنت جابر أن زوجها استشهد فأتت عبد الله بن مسعود فقالت‏:‏ إني امرأة استشهد زوجي وخطبني الرجال فأبيت أن أتزوج حتى ألقاه فترجو لي إذا اجتمعت أنا وهو أن أكون من أزواجه‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ فقال له رجل عنده‏:‏ ما رأيناك فعلت هذا منذ قاعدناك‏!‏ فقال‏:‏ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن أسرع أمتي بي لحوقاً في الجنة امرأة من أحمس‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى‏.‏ وسلمى لم أجد من وثقها،وبقية رجال أحمد ثقات‏.‏

 باب فيمن قُتل في سبيل الله مقبلاً وغير ذلك

9533-عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏سبق المقتول في سبيل الله مقبلاً غير مدبر المقتول المدبر إلى الجنة سبعين خريفاً ‏[‏ومرضى أمتي من أصحابهم بسبعين خريفاً‏]‏ والأنبياء قبل سليمان بن داود بأربعين خريفاً لما كان فيه من الملك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني من رواية جويبر عن الضحاك وكلاهما ضعيف‏.‏

 باب في شهداء البر والبحر

9534- عن سعد بن جنادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن شهداء البر أفضل عند الله من شهداء البحر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم‏.‏

 أبواب في السعي للشهادة في سبيل الله

 باب تمني الشهادة

9535-عن ابن أبي عميرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ما من الناس نفس ‏[‏مسلم‏]‏ يقبضها ربها عز وجل تحب أن تعود إليكم وأن لها الدنيا وما فيها غير الشهيد‏"‏‏.‏

وقال ابن أبي عميرة‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏‏[‏لأن‏]‏ أقتل في سبيل الله أحب إلي من أن يكون لي أهل المدر والوبر‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

9536-وعن أبي أمامة قال‏:‏ أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة فأتيته فقلت‏:‏ يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏اللهم غنمهم وسلمهم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فسلمنا وغنمنا‏.‏

قال‏:‏ ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزواً ثانياً فأتيته فقلت‏:‏ يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة فقال‏:‏ ‏"‏اللهم سلمهم وغنمهم‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ثم أنشأ غزواً ثالثاً فأتيته فقلت‏:‏ يا رسول الله إني أتيتك مرتين قبل هذه فسألتك أن تدعو الله لي بالشهادة فقلت‏:‏ ‏"‏اللهم سلمهم وغنمهم‏"‏ فسلمت وغنمت فقلت فسلمنا وغنمنا يا رسول الله فادع الله لي بالشهادة قال‏:‏ فسلمنا وغنمنا - فذكر الحديث - وقد تقدم بتمامه في الصوم‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

 باب فيمن جرح أو نكب في سبيل الله أو سأل الله الشهادة

9537-عن أبي مالك الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من سأل الله القتل في سبيله صادقاً عن نفسه ثم مات أو قتل فله أجر شهيد،ومن جرح جرحاً في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تأتي يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها كالزعفران وريحها ريح المسك،ومن جرح به جراح في سبيل الله كان عليه طابع الشهداء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه سعيد بن يوسف الرحبي وثقه ابن حبان وضعفه جمهور الأئمة،وبقية رجاله ثقات‏.‏

9538-وعن أنس - قال البزار‏:‏ ولم أجد في كتابي عن النبي صلى الله عليه وسلم وأحسبه مرفوعاً - قال‏:‏

‏"‏من خرج في سبيل الله جاء يوم القيامة ودمه أغزر ما كان لونه الزعفران وريحه ريح المسك وعليه طابع الشهداء‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه علي بن يزيد الحنفي ولم أعرفه،وبقية رجاله ثقات‏.‏

 باب التعرض للشهادة

9539-عن ابن عمر أن عمر قال يوم أحد لأخيه‏:‏ خذ درعي يا أخي قال‏:‏ أريد من الشهادة مثل الذي تريد فتركاها جميعاً‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

 باب في أرواح الشهداء

9540-عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ إذا قتل العبد في سبيل الله فأول قطرة تقع على الأرض من دمه يكفر الله ذنوبه كلها،ثم يرسل إليه بربطة من الجنة فتقبض فيها نفسه،وبجسد من الجنة حتى تركب فيه روحه،ثم يعرج مع الملائكة كأنه كان معهم منذ خلقه الله،حتى يؤتى به إلى السماء فما مر بباب إلا فتح له،ولا ملك إلا صلى عليه واستغفر له،حتى يؤتى به الرحمن عز وجل فيسجد قبل الملائكة ثم تسجد الملائكة بعده،ثم يغفر له ويطهر،ثم يؤمر به إلى الشهداء فيجدهم في رياض خضر وقباب من حرير عندهم ثور وحوت يلغثان لهم كل يوم بشيء لم يلغثاه بالأمس يظل الحوت في أنهار الجنة فيأكل من كل رائحة من أنهار الجنة فإذا أمسى وكزه الثور بقرنه فذكاه فأكلوا من لحمه فوجدوا في طعم لحمه كل رائحة من أنهار الجنة،ويبيت الثور نافشاً في الجنة يأكل من ثمر الجنة فإذا أصبح عدا عليه الحوت فذكاه بذنبه فأكلوا من لحمه فوجدوا في طعم لحمه كل ثمرة في الجنة،ينظرون إلى منازلهم يدعون الله بقيام الساعة‏.‏ فذكر الحديث وقد تقدم في الجنائز‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الرحمن بن البيلماني وهو ثقة‏.‏

9541-وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الشهداء على باب بارق نهر بباب الجنة ‏[‏في قبة خضراء‏]‏ يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشياً‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات‏.‏

9542-وعن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ أرواح الشهداء في أجواف طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش‏.‏

رواه الطبراني وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس‏.‏

9543-وعن سالم الأفطس قال‏:‏ لما أصيب حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير وعبد الله بن جحش ورأوا ما رأوا من الخير والرزق فازدادوا رغبة في الشهادة،تمنوا أن أصحابهم يعلمون ما أصابهم من الخير والرزق قال الله‏:‏ فأنا أبلغهم عنكم فأنزل الله‏:‏ ‏{‏ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله‏}‏‏.‏

رواه الطبراني منقطع الإسناد‏.‏

9544-وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ما من نفس تموت وهي من الله على خير تحب أن ترجع إليكم ولها نعيم الدنيا وما فيها إلا القتل في سبيل الله فإنه يحب أن يرجع فيقتل مرة أخرى لما يرى من ثواب الله له‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه النسائي خلا قوله‏:‏ ‏"‏لما يرى من ثواب الله له‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي وهو ضعيف‏.‏

وقد تقدمت أحاديث في الجنائز في هذا المعنى وغيره‏.‏

 أبواب فينم يكون شهيداً

 باب فيما تحصل به الشهادة

9545- عن راشد بن حبيش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبادة بن الصامت يعوده في مرضه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أتعلمون ‏[‏من‏]‏ الشهيد في أمتي‏؟‏‏"‏ فأزم القوم فقال عبادة‏:‏ ساندوني فأسندوه،فقال‏:‏ يا رسول الله الصابر المحتسب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن شهداء أمتي إذاً لقليل،القتل في سبيل الله عز وجل شهادة،والطاعون شهادة،والفرق شهادة،والبطن شهادة،والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة‏"‏‏.‏ قال‏:‏ وزاد أبو العوام سادن بيت المقدس‏:‏ ‏"‏والحرق والسيل‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

9546-وروى بإسناده إلى عبادة قال‏:‏ فذكره‏.‏

وفيه رجل لم يسم‏.‏

9547-وعن عبادة بن الصامت قال‏:‏ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا مريض في ناس من الأنصار فقال‏:‏ ‏"‏هل تدرون من الشهيد‏؟‏‏"‏ فسكتوا فقال‏:‏ ‏"‏هل تدرون من الشهيد‏؟‏‏"‏ فقلت لامرأتي‏:‏ اسنديني فأسندتني فقلت‏:‏ من أسلم ثم هاجر ثم قتل في سبيل الله تبارك وتعالى فهو شهيد‏.‏ فذكر نحوه‏.‏

رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال‏:‏

‏"‏إن لم يكن شهداء أمتي إلا هؤلاء إنهم إذاً لقليل القتل في سبيل الله شهيد والغرق شهيد والمبطون شهيد والطاعون شهادة والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة‏"‏‏.‏

وفيه المغيرة بن زياد وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون،وبقية رجاله ثقات‏.‏

9548-وعن عبادة بن الصامت قال‏:‏ دخلنا على عبد الله بن رواحة نعوده فأغمي عليه فقلنا‏:‏ يرحمك الله إن كنا لنرجو أن تموت على غير هذا وإن كنا لنرجو لك الشهادة،فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نذكر هذا فقال‏:‏ ‏"‏وفيم تعدون الشهادة‏؟‏‏"‏‏.‏ فأزم القوم وتحرك عبد الله فقال‏:‏ ألا تجيبون رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ ثم أجابه هو فقال‏:‏ نعد الشهادة في القتل‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏إن شهداء أمتي إذاً لقليل إن في القتل شهادة وفي الطاعون شهادة وفي البطن شهادة وفي الغرق شهادة وفي النفساء يقتلها ولدها جمعاً شهادة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وأحمد بنحوه ورجالهما ثقات‏.‏

9549-وعن ربيع الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد ابن أخي جبر الأنصاري فجعل أهله يبكون عليه فقال لهم جبر‏:‏ لا تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصواتكم‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏دعهن يبكين ما دام حياً فإذا وجب فليسكتن‏"‏‏.‏ فقال بعضهم‏:‏ ما كنا نرى أن يكون موتك على فراشك حتى تقتل في سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أوما الشهادة إلا ‏[‏في‏]‏ القتل في سبيل الله إن شهداء أمتي إذاً لقليل،إن الطعن شهادة والبطن شهادة والطاعون والنفساء يجمع شهادة والحرق شهادة والغرق والهدم شهادة وذات الجنب شهادة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

9550-وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ما تعدون الشهيد فيكم‏؟‏‏"‏‏.‏ فقلنا‏:‏ من قتل في سبيل الله‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏من قتل في سبيل الله

فهو شهيد،ومن غرق في سبيل الله فهو شهيد،ومن قتله البطن فهو شهيد،والمرأة يقتلها نفاسها فهي شهيدة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف‏.‏

9551-وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏[‏يوماً‏]‏‏:‏ ‏"‏ما تعدون الشهداء فيكم‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ من يقتل في سبيل الله صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر شهيد‏.‏ قال‏:‏

‏"‏إن شهداء أمتي إذاً لقليل،المقتول في سبيل الله شهيد ‏[‏والمرء يموت على فراشه في سبيل الله والمبطون شهيد واللديغ شهيد‏]‏ والغريق شهيد ‏[‏والشريق شهيد والذي يفترسه السبع شهيد والخارّ عن دابته شهيد وصاحب الهدم شهيد‏]‏ وصاحب ذات الجنب شهيد والنفساء يقتلها ولدها يجرّها بسرره إلى الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عمرو بن عطية بن الحارث الوادعي وهو ضعيف‏.‏

9552-وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏تستشهدون بالقتل والطاعون والغرق والبطن وموت المرأة جمعاً موتها في نفاسها‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح‏.‏

9553-وعن عبد الله بن بسر قال‏:‏ عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة فقال‏:‏ ‏"‏ما تعدون الشهداء من أمتي‏؟‏‏"‏ قال ذلك ثلاثاً قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ قال سعد بن عبادة‏:‏ إن شاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لي فأخبرته من الشهداء من أمته‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فأخبرني من الشهداء من أمتي‏؟‏‏"‏‏.‏ قال‏:‏ اسندوني فأسندوه قال‏:‏ من آمن بالله وجاهد في سبيل الله وقاتل حتى يقتل فهو شهيد‏.‏ قال‏:‏

إن شهداء أمتي إذاً لقليل،القتل في سبيل الله شهيد والمبطون شهيد والمطعون شهيد والغريق شهيد والنفساء شهيدة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي صالح الفراء وهو ثقة‏.‏

9554-وعن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم‏:‏ ‏"‏ما تعدون الشهيد فيكم‏؟‏‏"‏ قلنا‏:‏ يا رسول الله من قتل في سبيل الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏إن شهداء أمتي إذاً لقليل‏.‏ من قتل في سبيل الله فهو شهيد ‏[‏والبطن شهيد‏]‏ والمتردي شهيد والنفساء شهيد والغرق شهيد‏"‏‏.‏

زاد الحلواني‏:‏ ‏"‏والسل شهيد والحريق شهيد والغريب شهيد‏"‏‏.‏

رواه الطبراني‏.‏ وعبد الملك متروك‏.‏

9555-وعن سلمان الفارسي قال‏:‏ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزكاة ‏[‏ثلاث‏]‏ مرار،فقال‏:‏ ‏"‏وما تعدون الشهيد فيكم‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ الذي يقتل في سبيل الله قال‏:‏ ‏"‏إن شهداء أمتي إذاً لقليل‏.‏ القتل في سبيل الله شهادة ‏[‏الطاعون شهادة‏]‏ والنفساء شهادة والحرق شهادة والغرق شهادة والسل شهادة والبطن شهادة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه مندل بن علي وهو ضعيف وقد وثق ورواه البزار‏.‏

9556-وعن أبي هريرة رفعه قال‏:‏ ‏"‏البطن والغرق شهادة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

6557-وعن عائشة قالت‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله ليس الشهيد إلا من قتل في سبيل الله‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏يا عائشة إن شهداء أمتي إذاً لقليل،من قال في يوم خمساً وعشرين مرة‏:‏ اللهم بارك في الموت وفيما بعد الموت ثم مات على فراشه أعطاه الله أجر شهيد‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم‏.‏

وقد تقدمت أحاديث في فضل الجهاد في من خرج من بيته في سبيل الله فمات بأي حتف كان فهو شهيد‏.‏

9558-وعن عقبة بن عامر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من صرع عن دابته فهو شهيد‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله ثقات‏.‏

9559-وعن ابن مسعود قال‏:‏ من تردى من رؤوس الجبال وتأكله السباع ويغرق في البحار لشهيد عند الله‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏ وقد تقدمت أحاديث الطاعون في الجنائز‏.‏

9560-وعن محمد بن زياد الألهاني قال‏:‏ ذكر عند أبي عتبة الشهداء فذكر المطعون والمبطون والنفساء فغضب أبو عنبة وقال‏:‏ حدثنا أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏

‏"‏إن شهداء الله في الأرض أمناء الله على خلقه قتلوا أو ماتوا‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات‏.‏

 باب رب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته

9561-عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة أن أبا محمد أخبره وكان من أصحاب ابن مسعود حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن أكثر شهداء أمتي لأصحاب الفرش رب قتيل بين الصفين الله أعلم بنيته‏"‏‏.‏

رواه أحمد هكذا ولم أره ذكر ابن مسعود وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف،والظاهر أنه مرسل ورجاله ثقات‏.‏

 باب فيمن يؤيد بهم الإسلام من الأشرار

9562-عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏

‏"‏إن الله عز وجل سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات‏.‏

9563-وعن ميمون بن سنباد قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قوام أمتي شرارها‏"‏‏.‏

رواه عبد الله بن أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه هارون بن دينار وهو ضعيف‏.‏

9564-وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن الله تبارك وتعالى يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط وأحد أسانيد البزار ثقات الرجال‏.‏

9565-وعن عمر بن الخطاب قال‏:‏ لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن الله سيمتع هذا الدين بنصارى من ربيعة على شاطئ الفرات‏"‏ ما تركت أعرابياً إلا قتلته أو يسلم‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن عمر القرشي وهو ثقة‏.‏

9566-وعن أبي موسى الأشعري قال‏:‏ نزلت سورة نحواً من براءة فرفعت فحفظت منها‏:‏ إن الله ليؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم‏.‏ فذكر الحديث‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وفيه ضعف ويحسن حديثه لهذه الشواهد‏.‏

9567-وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله عز وجل ليؤيد هذا الدين برجال ما هم من أهله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف لغير كذب فيه‏.‏

9568-وعن النعمان بن عمرو بن مقرن قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في ترجمة عمرو بن النعمان بن مقرن وضبب عليه ولا يستحق التضبيب لأنه صواب وقد ذكر المزي في ترجمة أبي خالد الوالبي أنه روى عن عمرو بن النعمان بن مقرن والنعمان بن مقرن،قلت‏:‏ ورجاله ثقات‏.‏

9569-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال‏:‏ إن الله تعالى ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر‏.‏

رواه الطبراني وفيه عاصم بن أبي النجود وهو ثقة وفيه كلام‏.‏

 باب الاستعانة بالمشركين

9570-عن خبيب بن يساف قال‏:‏ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد غزواً لنا ورجل من قومي ولم نسلم فقلنا‏:‏ إنا نستحي أن يشهد قومنا مشهداً لا نشهده معهم قال‏:‏ ‏"‏أوأسلمتما‏؟‏‏"‏ قلنا‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين‏"‏‏.‏ قال‏:‏ فأسلمنا وشهدنا معه فقتلت رجلاً وضربني ضربة فتزوجت بابنته بعد ذلك،فكانت تقول‏:‏ لا عدمت رجلاً وشحك هذا الوشاح فأقول‏:‏ لا عدمت رجلاً عجل أباك إلى النار‏.‏

رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات‏.‏

9571-وعن أبي حميد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم أحد حتى إذا جاوز ثنية الوداع فإذا هو بكتيبة خشناء فقال‏:‏ ‏"‏من هؤلاء‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ عبد الله بن أبي في ستمائة من مواليه من اليهود من بني فينقاع فقال‏:‏ ‏"‏وقد أسلموا‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ لا يا رسول الله‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏مروهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه سعد بن المنذر بن أبي حميد ذكره ابن حبان في الثقات فقال‏:‏ سعد بن أبي حميد فنسبه إلى جده،وبقية رجاله ثقات‏.‏

 باب النهي عن قتال الترك والحبشة ما لم يعتدوا

9572- عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن جبير وهو ثقة‏.‏

9573-وعن معاوية بن أبي سفيان قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏اتركوا الترك ما تركوكم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف،وبقية رجاله ثقات‏.‏

9574-وعن معوية بن خديج قال‏:‏ كنت عند معاوية بن أبي سفيان حين جاءه كتاب عامله يخبره أنه وقع بالترك وهزمهم وكثرة من قتل منهم وكثرة ما غنم،فغضب معاوية من ذلك ثم أمر أن يكتب إليه‏:‏ قد فهمت ما ذكرت مما قتلت وغنمت فلا أعلمن ما عدت لشيء من ذلك ولا قاتلتهم حتى يأتيك أمري‏.‏ قلت له‏:‏ لم يا أمير المؤمنين‏؟‏ فقال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لتظهرن الترك على العرب حتى تلحقها بمنابت الشيح والقيصوم‏"‏‏.‏

فأنا أكره قتالهم لذلك‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه جماعة لم أعرفهم‏.‏

9575-وعن ابن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اتركوا الترك ما تركوكم فإن أول من يسلب أمتي ‏[‏ملكهم و‏]‏ ما خولهم الله،بنو قنطوراء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه مروان بن سالم وهو متروك‏.‏

9576-وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يملأ الله أيديكم من العجم فيصبرون أسداً لا يفرون،يضربون أعناقكم ويأكلون فيئكم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والبزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث من نحو هذا في كتاب الفتن إن شاء الله‏.‏

 باب كراهية تمني لقاء العدو

9577-عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا تمنوا لقاء العدو فإنكم لا تدرون ما يكون من ذلك‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح خلا قوله‏:‏ فإنكم لا تدرون ما يكون من ذلك‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلس‏.‏

 بابان في الدعوة قبل القتال

 باب عرض الإسلام والدعاء إليه قبل القتال

9578-عن ابن عباس قال‏:‏ ما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم قوماً حتى يدعوهم‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح‏.‏

9579-وعن أنس بن مالك قال‏:‏ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب إلى قوم يقاتلهم،ثم بعث إليه رجلاً فقال‏:‏ ‏"‏لا تدعه من خلفه،وقل له‏:‏ لا تقاتلهم حتى تدعوهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن يحيى القرقساني وهو ثقة‏.‏

9580-وعن مرثد بن ظبيان قال‏:‏ جاءنا كتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما وجدنا له قارئاً يقرؤه علينا حتى قرأه رجل من بني ضبيعة‏:‏

‏"‏من رسول الله إلى بكر بن وائل أسلموا تسلموا‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

9581-وعن أنس قال‏:‏ كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى بكر بن وائل‏:‏

‏"‏أسلموا تسلموا‏"‏‏.‏ فما وجدوا من يقرؤه لهم إلا رجل من بني ضبيعة فهم يسمون بني الكاتب‏.‏

رواه البزار وأبو يعلى والطبراني في الصغير ورجال الأولين رجال الصحيح‏.‏

9582-وعن جابر قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏العبد مع من أحب‏"‏‏.‏

وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت إلى كسرى وقيصر وإلى كل جبار‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن،وبقية رجال أحمد رجال الصحيح‏.‏

9583-وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل‏:‏ ‏"‏أسلم تسلم‏"‏‏.‏ قال‏:‏ إني أجدني كارهاً‏.‏ قال‏:‏

‏"‏‏[‏أسلم‏]‏ وإن كنت كارهاً‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح‏.‏

9584-وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من بني النجار يعوده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏يا خال قل لا إله إلا الله‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ خال أنا أو عم‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا بل خال‏"‏‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏قل لا إله إلا الله‏"‏‏.‏ قال‏:‏ هو خير لي‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

9585-وعن أسماء بنت أبي بكر قالت‏:‏ لما كان يوم الفتح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي قحافة‏:‏

‏"‏أسلم تسلم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

9586-وعن المسور بن مخرمة قال‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقال‏:‏

‏"‏إن الله بعثني رحمة للناس كافة فأدوا عني رحمكم الله،ولا تختلفوا كما اختلف الحواريون على عيسى عليه السلام فإنه دعاهم إلى مثل ما أدعوكم إليه،فأما من قرب مكانه فإنه أجاب وسلم وأما من بعد مكانه فكرهها فشكا عيسى بن

مريم ذلك إلى الله عز وجل فأصبحوا وكل رجل منهم يتكلم بكلام القوم الذين وجه إليهم،فقال لهم عيسى‏:‏ هذا أمر قد عزم الله لكم عليه فافعلوا‏"‏‏.‏ فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ نحن يا رسول الله نؤدي إليك فابعثنا حيث شئت‏.‏ فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة إلى كسرى وبعث سليط بن عمرو إلى هوذة بن علي صاحب اليمامة وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى صاحب هجر وبعث عمرو بن العاصي إلى جيفر وعباد ابني جلندا ملكي عمان وبعث دحية الكلبي إلى قيصر وبعث شجاع بن وهب الأسدي إلى المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني وبعث عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي،فرجعوا جميعاً قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم غير العلاء بن الحضرمي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو بالبحرين‏.‏

رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل لن عياش وهو ضعيف‏.‏

9587-وعن دحية قال‏:‏ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر صاحب الروم بكتاب فقلت‏:‏ استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى قيصر فقيل له‏:‏ إن على الباب رجلاً يزعم أنه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ففزعوا لذلك فقال‏:‏ أدخله علي فأدخلني عليه وعنده بطارقته فأعطيته الكتاب فقرئ عليه فإذا فيه‏:‏

‏"‏بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى قيصر صاحب الروم‏"‏‏.‏

فنخر ابن أخ له أحمر أزرق سبط فقال‏:‏ لا تقرأ الكتاب اليوم لأنه بدأ بنفسه،وكتب صاحب الروم ولم يكتب ملك الروم‏.‏ قال‏:‏ فقرئ الكتاب حتى فرغ منه ثم أمر بهم فخرجوا من عنده،ثم بعث إلي فدخلت عليه فسألني فأخبرته،فبعث إلى الأسقف فدخل عليه وكان صاحب أمرهم يصدرون عن رأيه وعن قوله فلما قرئ الكتاب قال الأسقف‏:‏ هو والله الذي بشرنا به موسى وعيسى

الذي كنا ننتظر‏.‏ قال قيصر‏:‏ فما تأمرني‏؟‏ قال الأسقف‏:‏ أما أنا فإني مصدقة ومتبعه‏.‏ قال قيصر‏:‏ أعرف أنه كذلك،ولكن لا أستطيع أن أفعل،إن فعلت ذهب ملكي وقتلني الروم‏.‏

رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف‏.‏

9588-وعن ابن عمر قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من يذهب بكتابي هذا إلى طاغية الروم‏؟‏‏"‏ فعرض ذلك عليهم ثلاث مرات فقال بعد ذلك‏:‏ ‏"‏من يذهب وله الجنة‏؟‏‏"‏ فقال رجل من الأنصار يدعى عبيد الله بن عبد الخالق‏:‏ أنا أذهب به ولي الجنة إن هلكت دون ذلك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم ولك الجنة إن بلغت أو قتلت وإن هلكت فقد أوجب الله لك الجنة‏"‏‏.‏ فانطلق بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى بلغ الطاغي فقال‏:‏ أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك،فأذن له فدخل فعرف طاغية الروم أنه قد جاء بالحق من عند نبي مرسل،ثم عرض عليه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فجمع الروم عنده ثم عرضه عليهم فكرهوا ما جاء به،وآمن به رجل منهم فقتل عند إيمانه ثم إن الرجل رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي كان منه وما كان من قبل الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك‏:‏ ‏"‏يبعثه الله يوم القيامة أمة وحده‏"‏‏.‏ لذلك الرجل المقتول‏.‏

رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف‏.‏

9589-وعن عبد الله بن شداد قال‏:‏ قال أبو سفيان‏:‏ إن أول يوم رعبت فيه من محمد صلى الله عليه وسلم،ليوم قال قيصر في ملكه وسلطانه وحضرته ما قال،قال‏:‏ يعني قوله‏:‏ لو علمت أنه هو لمشيت إليه حتى أقبل رأسه وأغسل قدميه قال أبو سفيان‏:‏ وحضرته يتحادر جبينه عرقاً مركوب الصحيفة التي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم،قال أبو سفيان‏:‏ فما زلت مرعوباً من محمد صلى الله عليه وسلم حتى أسلمت،وفي رسالته‏:‏ ‏{‏يا أهل الكتاب

تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون‏}‏{‏هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون‏}‏ ‏{‏قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون‏}‏‏.‏

قلت‏:‏ لأبي سفيان حديث في الصحيح غير هذا‏.‏

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح‏.‏

9590-وعن خالد بن سعيد قال‏:‏ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال‏:‏

‏"‏من لقيت من العرب فسمعت فيهم الأذان فلا تعرض لهم ومن لم تسمع فيهم الأذان فادعهم إلى الإسلام ‏[‏فإن لم يجيبوا فجاهدهم‏]‏‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف‏.‏

9591-وعن دحية الكلبي أنه قال‏:‏ بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر فقدمت عليه فأعطيته الكتاب وعنده ابن أخ له أحمر أزرق سبط الرأس فلما قرأ الكتاب كان فيه‏:‏

‏"‏من محمد رسول الله إلى هرقل صاحب الروم‏"‏‏.‏

قال‏:‏ فنخر ابن أخيه نخرة وقال‏:‏ لا تقرأ هذا اليوم‏.‏ فقال له قيصر‏:‏ لم‏؟‏ قال‏:‏ إنه بدأ بنفسه وكتب صاحب الروم ولم يكتب ملك الروم‏.‏ فقال له قيصر‏:‏ لتقرأنه فلما قرأ الكتاب وخرجوا من عنده،أدخلني عليه وأرسل إلى الأسقف - وهو

صاحب أمرهم - فأخبره وأقرأه الكتاب فقال الأسقف‏:‏ هذا الذي كنا ننتظر وبشرنا به عيسى‏.‏ فقال له قيصر‏:‏ فكيف تأمرني‏؟‏ قال له الأسقف‏:‏ أما أنا فمصدقه ومتبعه فقال له قيصر‏:‏ أما أنا إن فعلت ذهب ملكي،ثم خرجنا من عنده‏.‏ فأرسل قيصر إلى أبي سفيان وهو يومئذ عنده فقال‏:‏ حدثني عن هذا الذي خرج بأرضكم ما هو‏؟‏ قال‏:‏ شاب‏.‏ قال‏:‏ كيف حسبه فيكم‏؟‏ قال‏:‏ هو في حسب منا لا يفضل عليه أحد‏.‏ قال‏:‏ هذه آية النبوة‏.‏ قال‏:‏ كيف صدقه‏؟‏ قال‏:‏ ما كذب قط‏.‏ قال‏:‏ هذه آية النبوة‏.‏ قال‏:‏ أرأيت من خرج من أصحابه إليه هل يرجع إليكم‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ هذه آية النبوة‏.‏ قال‏:‏ أرأيت من خرج من أصحابه إليكم يرجعون إليه‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ هذه آية النبوة‏.‏ قال‏:‏ هل ينكث أحياناً إذا قاتل هو وأصحابه‏؟‏ قال‏:‏ قد قاتله قوم فهزمهم وهزموه‏.‏ قال‏:‏ هذه آية النبوة‏.‏ قال‏:‏ ثم دعاني فقال‏:‏ أبلغ صاحبك أني أعلم أنه نبي ولكن لا أترك ملكي‏.‏

قال‏:‏ وأما الأسقف فإنهم كانوا يجتمعون إليه في كل أحد فيخرج إليهم فيحدثهم ويذكرهم،فلما كان يوم الأحد لم يخرج إليهم وقعد إلى يوم الأحد الآخر،فكنت أدخل إليه فيكلمني ويسائلني،فلما جاء الأحد الآخر انتظروه ليخرج إليهم فلم يخرج إليهم واعتل عليهم بالمرض ففعل ذلك مراراً وبعثوا إليه لتخرجن إلينا أو لندخلن عليك فنقتلك فإنا قد أنكرناك منذ قدم هذا العربي فقال الأسقف‏:‏ خذ هذا الكتاب واذهب إلى صاحبك فاقرأ عليه السلام وأخبره أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأني قد آمنت به وصدقته واتبعته،وأنهم قد أنكروا علي ذلك

فبلغه ما ترى،ثم خرج إليهم فقتلوه ثم خرج دحية إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده رسل عمال كسرى على صنعاء بعثهم إليه وكتب إلى صاحب صنعاء يتوعده يقول‏:‏ لتكفيني رجلاً خرج من أرضك يدعوني إلى دينه أو أؤدي الجزية أو لأقتلنك أو لأفعلن بك فبعث صاحب صنعاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة وعشرين رجلاً فوجدهم دحية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم،فلما قرأ ‏[‏كتاب‏]‏ صاحبهم تركهم خمس عشرة ليلة فلما مضت خمس عشر ليلة تعرضوا له،فلما رآهم دعاهم فقال‏:‏ ‏"‏اذهبوا إلى صاحبكم فقولوا له‏:‏ إن ربي قتل ربه الليلة‏"‏‏.‏ فانطلقوا فأخبروه بالذي صنع فقال‏:‏ احصوا هذه الليلة،قال‏:‏ أخبروني كيف رأيتموه‏؟‏ قالوا‏:‏ ما رأينا ملكاً أهيأ منه يمشي فيهم لا يخاف شيئاً مبتذلاً لا يحرس ولا يرفعون أصواتهم عنده‏.‏

قال دحية‏:‏ ثم جاء الخبر أن كسرى قتل تلك الليلة‏.‏

رواه البزار عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة عن أبيه وكلاهما ضعيف‏.‏

9592-وعن عمير بن مقبل الجذامي عن أبيه قال‏:‏ وفد رفاعة بن زيد الجذامي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب له كتاباً فيه‏:‏ ‏"‏‏[‏بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب‏]‏ من محمد رسول الله لرفاعة بن زيد أني بعثته إلى قومه عامة ومن دخل فيهم يدعوهم إلى الله وإلى رسوله،فمن آمن ففي حزب الله وحزب رسوله ومن أدبر فله أمان شهرين‏"‏‏.‏

فلما قدم على قومه أجابوه ثم سار حتى نزل الحرة الرجلى ثم لم يلبث

أن قدم دحية الكلبي من عند قيصر حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانوا بواد من أوديتهم يقال له‏:‏ شنار ومعه تجارة أغار عليهم الهنيد بن بن عويص - وأبوه الضبعي بطن من جذام - فأصابوا كل شيء معه ثم إن نفراً من قوم رفاعة نفذوا إليه فأقبلوا إليه وفي من أقبل‏:‏ النعمان بن أبي جعال حتى لقوهم واقتتلوا،ورمى قرة بن أشقر الضبعي النعمان بن أبي جعال بحجر فأصاب كعبه ودماه وقال‏:‏ ابن أثالة ثم رماه النعمان بن أبي جعال بحجر فأصاب ركبته وقال‏:‏ أنا ابن أثالة،وقد كان حسان بن ملة صحب دحية الكلبي قبل ذلك فعلمه أم الكتاب واستنقذوا ما في أيديهم فردوه على دحية‏.‏

ثم إن دحية قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره الخبر فاستسقاه دم الهنيد وأبيه عويص،فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وبعث معه جيشاً وقد توجهت غطفان وجذام ووائل ومن كان من سلمان وسعد بن هذيل حتى جاءهم رفاعة بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل الحرة - حرة الرجلى - ورفاعة بكراع العميم ومعه ناس من بني ضبيب وسائر بني الضبيب بوادي مدار من ناحية الحرة‏.‏

رواه الطبراني متصلاً هكذا ومنقطعاً مختصراً عن ابن إسحاق لم يجاوزهم وفي المتصل جماعة لم أعرفهم وإسنادهما إلى ابن إسحاق جيد‏.‏

9593-وعن ابن عباس قال‏:‏ كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حي من العرب يدعوهم إلى الإسلام فلم يقبلوا الكتاب ورجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال‏:‏

‏"‏أما إني لو بعثت به إلى قوم بشط عمان من أزد شنوءة وأسلم لقبلوه‏"‏‏.‏

ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجلندا يدعوه إلى الإسلام فقبله وأسلم وبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية فقدمت الهدية وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل أبو بكر الهدية مورثاً فقسمها بين فاطمة وبين الناس‏.‏

رواه الطبراني وفيه عمرو بن صالح الأزدي وهو متروك‏.‏

9594-وعن مجمع بن عتاب بن شمر عن أبيه قال‏:‏ قلت للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن لي أباً شيخاً كبيراً وأخوة فأذهب إليهم لعلهم أن يسلموا فآتيك بهم‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏إن هم أسلموا فهو خير لهم وإن هم أقاموا فالإسلام عريض واسع‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه عبد الصمد بن جابر وهو ضعيف‏.‏

9595-وعن أبي وائل قال‏:‏ كتب خالد بن الوليد إلى أهل فارس يدعوهم إلى الإسلام‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن الوليد إلى رسيم ومهران وملأ فارس سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإنا ندعوكم إلى الإسلام فإن أبيتم فاعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون،فإن أبيتم فإن معي قوماً يحبون القتل في سبيل الله كما تحب فارس الخمر‏.‏ والسلام على من اتبع الهدى‏.‏

رواه الطبراني وإسناده حسن أو صحيح‏.‏

 باب منه في الدعاء إلى الإسلام وفرائضه وسننه

9596-عن الجارود أنه أخذ هذه النسخة من نسخة العلاء عهد العلاء الذي كتبه النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى البحرين‏:‏

‏"‏بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد صلى الله عليه وسلم النبي الأمي القرشي الهاشمي رسول الله ونبيه إلى كافة خلقه للعلاء بن الحضرمي ومن تبعه من المسلمين عهداً عهده إليهم،اتقوا الله أيها المسلمون ما استطعتم فإني

قد بعثت عليكم العلاء بن الحضرمي وأمرته أن يتقي الله وحده لا شريك له،وأن يلين فيكم الجناح ويحسن بينكم وبين من لقيه من الناس بما أمر الله في كتابه من العدل وأمرتكم بطاعته إذا فعل ذلك،فإن حكم فعدل،وقسم فأقسط واسترحم فرحم،فاسمعوا له وأطيعوا وأحسنوا مؤازرته ومعونته فإن لي عليكم من الحق طاعة وحقاً وعظيماً لا تقدرونه كل قدره ولا يبلغ القول كنه عظمة حق الله وحق رسوله،وكما أن لله ولرسوله على الناس عامة وعليكم خاصة حقاً في طاعته والوفاء بعهده فرضي الله عن من اعتصم بالطاعة‏.‏ حق كذلك للمسلمين على ولاتهم حق واجب وطاعة فإن الطاعة درك خير ونجاة من كل شر وأنا أشهد الله على كل من وليته شيئاً من أمر المسلمين قليلاً أو كثيراً فليستخيروا الله عند ذلك ثم ليستعملوا عليهم أفضلهم في أنفسهم‏.‏ ألا وإن أصابت العلاء بن الحضرمي مصيبة الموت فخالد بن الوليد سيف الله يخلف فيهم العلاء بن الحضرمي فاسمعوا له وأطيعوا وأحسنوا مؤازرته وطاعته،فسيروا على بركة الله وعونه ونصره وعاقبة رشده وتوفيقه‏.‏ من لقيهم من الناس فليدعوهم إلى كتاب الله وسنته وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإحلال ما أحل الله لهم في كتابه وتحريم ما حرم الله في كتابه،وأن يخلعوا الأنداد ويبرؤوا من الشرك والكفر والنفاق وأن يكفروا بعبادة الطواغيت واللات والعزى وأن يتركوا عبادة عيسى بن مريم وعزير بن حروة والملائكة والشمس والقمر والنيران وكل من يتخذ نصباً من دون الله،وأن يتبرؤوا مما برئ الله ورسوله فإذا فعلوا ذلك وأقروا به فقد دخلوا في الولاية وسموهم عند ذلك بما في كتاب الله الذي تدعونهم إليه كتاب الله المنزل به الروح الأمين على صفيه من العالمين محمد بن عبد الله رسوله ونبيه أرسله رحمة للعالمين عامة الأبيض منهم والأسود والأنس والجن،كتاب فيه تبيان كل شيء كان قبلكم وما هو كائن بعدكم ليكون حاجزاً بين الناس حجز الله به بعضهم عن بعض وهو كتاب الله مهيمناً على الكتب مصدقاً لما فيها من التوراة والإنجيل والزبور،يخبركم الله فيه بما كان

قبلكم مما فاتكم دركه من آبائكم الأولين الذين أتتهم رسل الله وأنبياؤه كيف كان جوابهم لرسلهم وكيف تصديقهم بآيات الله وكيف كان تكذيبهم ‏[‏بآيات الله فأخبركم الله في كتابه شأنهم وأعمالهم وأعمال من هلك منهم‏]‏ بذنبه فتجنبوا مثل ذلك أن تعملوا مثله لكي لا يحل عليكم من سخطه ونقمته مثل الذي حل عليهم من سوء أعمالهم وتهاونهم بأمر الله‏.‏

وأخبركم في كتابه هذا بإنجاء من نجا ممن كان قبلكم لكي تعملوا مثل أعمالهم فكتب لكم في كتابه هذا تبيان ذلك كله رحمة منه لكم وشفقاً من ربكم عليكم وهو هدى من الله من الضلالة وتبيان من العمى وإقالة من العثرة ونجاة من الفتنة ونور من الظلمة وشفاء من الأحداث وعصمة من الهلاك ورشد من الغواية وبيان ما بين الدنيا والآخرة،فيه كمال دينكم‏.‏

فإذا عرضتم عليهم فأقروا لكم فقد استكملوا الولاية فاعرضوا عليهم عند ذلك الإسلام - والإسلام‏:‏ الصلوات الخمس وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان والغسل من الجنابة والطهور قبل الصلاة وبر الوالدين ‏[‏وصلة الرحم المسلمة وحسن صحبة الوالدين‏]‏ المشركين - فإذا فعلوا ذلك فقد أسلموا‏.‏

فادعوهم عند ذلك إلى الإيمان وانعتوا لهم شرائعكم،ومعالم الإيمان‏:‏ شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ‏[‏وأن محمداً عبده ورسوله‏]‏ وأن ما جاء به محمد الحق وأن ما سواه الباطل،والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وأنبيائه واليوم الآخر والإيمان بهذا الكتاب وما بين يديه وما خلفه بالتوراة والإنجيل والزبور،والإيمان بالبينات والموت والحياة والبعث بعد الموت والحساب والجنة والنار والنصح لله ولرسوله وللمؤمنين كافة فإذا فعلوا ذلك وأقروا به فهم مسلمون مؤمنون‏.‏

ثم تدعوهم بعد ذلك إلى الإحسان - أن يحسنوا فيما بينهم وبين الله في أداء الأمانة وعهده الذي عهد إلى رسوله وعهد رسوله إلى خلقه وأئمة المؤمنين والتسليم لأئمة المسلمين من كل غائلة على لسان ويد،وأن يبتغوا لبقية المسلمين خيراً كما يبتغي أحدكم لنفسه - والتصديق بمواعيد الرب ولقائه ومعاتبته والوداع من الدنيا من كل ساعة والمحاسبة للنفس ‏[‏عند استئناف‏]‏ كل يوم وليلة والتعاهد لما فرض الله يؤدونه إليه في السر والعلانية‏.‏

فإذا فعلوا ذلك فهم مسلمون مؤمنون محسنون‏.‏

ثم انعتوا لهم الكبائر ودلوهم عليها وخوفوهم من الهلكة في الكبائر إن الكبائر هن الموبقات أولهن الشرك بالله ‏{‏إن الله لا يغفر أن يشرك به‏}‏ والسحر وما للساحر من خلاق وقطيعة الرحم يلعنهم الله والفرار من الزحف يبوءوا بغضب من الله والغلو فيأتوا بما غلوا يوم القيامة لا يقبل منهم وقتل النفس المؤمنة جزاؤه جهنم وقذف المحصنة لعنوا في الدنيا والآخرة وأكلوا مال اليتيم يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً وأكل الربا فائذنوا بحرب من الله ورسوله‏.‏

فإذا انتهوا عن الكبائر فهم مسلمون مؤمنون محسنون متقون فقد استكملوا التقوى‏.‏

فادعوهم بعد ذلك إلى العبادة والعبادة الصيام والقيام والخشوع والركوع والسجود والإنابة والإحسان والتحميد والتمجد والتهليل والتكبير والصدقة بعد الزكاة والتواضع والسكينة والسكون والمؤاساة

‏[‏والدعاء‏]‏ والتضرع والإقرار بالملكة والعبودية له والاستقلال لما كثر من العمل الصالح‏.‏

فإذا فعلوا ذلك فهم مؤمنون محسنون متقون عابدون‏.‏

فإذا استكملوا العبادة فادعوهم عند ذلك إلى الجهاد،وبينوا لهم ورغبوهم فيما رغبهم الله فيه من فضل الجهاد وفضل ثوابه عند الله فإن انتدبوا فبايعوهم وادعوهم حين تبايعوهم إلى سنة الله وسنة رسوله عليكم عهد الله وذمته وسبع كفالات منه،لا تنكثوا أيديكم من بيعة ولا تنفقضوا أمر ولاتي - من ولاة المسلمين - فإذا أقروا بذلك فبايعوهم واستغفروا الله لهم فإذا خرجتم تقاتلون في سبيل الله غضباً لله ونصراً لدينه فمن لقيهم من الناس فليدعوهم إلى مثل الذي دعاهم إليه من كتاب الله وإسلامه وإحسانه ‏[‏وإيمانه‏]‏ وتقواه وعبادته وهجرته،فمن اتبعهم فهو المستجيب المؤمن المحسن التقي العابد المهاجر له ما لكم وعليه ما عليكم ومن أبي هذا عليكم فقاتلوه حتى يفيء إلى أمر الله ويفيء إلى فيئته‏.‏ ومن عاهدتم وأعطيتموهم ذمة الله فوفوا له بها ومن أسلم وأعطاكم الرضا فهو منكم وأنتم منه ومن قاتلكم على هذا من بعد ما بينتموه له فقاتلوه ومن حاربكم فحاربوه ومن كايدكم فكايدوه ومن جمع لكم فاجمعوا له أو غالكم فغولوه أو خادعكم فخادعوه من غير أن تعتدوا أو ماكركم فامكروا به من غير أن تعتدوا سراً وعلانية فإنه من ينتصر من بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل،واعلموا أن الله معكم يراكم ويرى أعمالكم ويعلم ما تصنعونه فاتقوا الله وكونوا على حذر إنما هذه أمانة ائتمنني عليها ربي أبلغها عباده عذراً منه إليهم وحجة احتج بها على من يعلمه من خلقه جميعاً فمن عمل بما فيه نجا ومن تبع ما فيه اهتدى ومن خاصم به فلح ومن قاتل به نصر ومن تركه ضل حتى يراجعه

تعلموا ما فيه وسمعوه آذانكم واوعوه أجوافكم واستحفظوه قلوبكم فإنه نور الأبصار وربيع القلوب وشفاء لما في الصدور وكفى به أمراً ومعتبراً وزجراً وعظة وداعياً إلى الله ورسوله وهذا هو الخير الذي لا شر فيه‏.‏

كتاب محمد رسول الله للعلاء بن الحضرمي حين بعثه إلى البحرين يدعو إلى الله عز وجل ورسوله أمرهم أن يدعو إلى ما فيه من حلال وينهى عما فيه من حرام ويدل على ما فيه من رشد وينهى عما فيه من غي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني من رواية داود بن المحبر عن أبيه وكلاهما ضعيف‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي بقية دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام وصبره على الأذى في المغازي إن شاء الله‏.‏